القديد، وينطق “الڤدّيد” بتشديد الدال، أو اللحم المقدد أي المجفف في الملح والقسبر، ويعرف كذلك بالشرّيح نسبة لشرائح اللحم، إذ بعد تقطيع شرائح اللحم يتم (تشريحها)، ثم تجفيفها بوضع الملح والقسبرة عليها، ثم تعلق في الهواء داخل البيت أوخارجها.
والهدف من ذلك هو المحافظة على شرائح اللحم لتبقى طرية ولا تتأثر بعامل ارتفاع الحرارة في الصيف فتتحلل وتتعفن وتفسد، ثم إن هذه العملية تزيدها مذاقا طيبا، ليتم تناولها أحيانا مع المرق، وأيضا ليتم تخزينها مدة طويلة تصل إلى الحول أو تزيد.
وقد درج أجدادنا في الجلفة وضواحيها على هذه الطريقة الناجعة لتخزين اللحم لأنهم بحكم حياة الحل والترحال
(حياة البادية) كانوا لا يجدون طريقة أيسر وأسلم من هذه الطريقة.علَيهِ وسلَّمَ رجلٌ، فَكَلَّمَهُ، فجَعلَ ترعدُ فرائصُهُ، فقالَ لَهُ: هوِّن عليكَ، فإنِّي لستُ بملِكٍ، إنَّما أَنا ابنُ امرأةٍ تأكُلُ القَديدَ”.
يسمى كذلك في شرعنا الإسلامي بالتشريق ومن هنا جاء اسم الأيام الثلاث التي تلي عيد الأضحى المبارك بأيام التشريق لأن الحجاج يقومون فيها بسلق (طبخ) اللحم بالماء ويوضع عليه الملح وينشر في الشمس (يشرق) حتى يجف، ثم يتم حفظه، ويصبح زادا يحملونه معهم في السفر.
والقَدِيدُ من اللحم: لَحْمٌ مقطَّعٌ مُمَلَّحٌ مجفَّفٌ في الشَّمس والهواء، يقال: تقدَّدَ يتقدّد، تقدُّدًا، فهو مُتقدِّد، تَقَدَّدَ اللَّحْمُ: جَفَّ، يَبِسَ، تَقَدَّدَ اللَّوْحُ: تَشَقَّقَ، تَقَدَّدَ الحِزْبُ: اِنْشَقَّ، صارَ فِرَقاً مُخْتَلِفَةَ الآراءِ والتَّوَجُّهاتِ، تَقَدَّدَ الثَّوْبُ عَلَيْهِ: كانَ على مَقاسِهِ.
قَدَّدَ: (فعل)
قدَّدَ يُقدِّد، تقديدًا، فهو مُقدِّد، والمفعول مُقدَّد
قدَّد الشّيءَ: بالغ في شقِّه
قَدَّدَ الثَّوْبَ: قَطَعَهُ طُولاً
قدَّد اللحْمَ: قطّعه طولاً وملّحه وجفَّفه في الهواء والشّمس.
إندثرت هذه العادة أو هذه الطريقة في حفظ اللحم شيئا فشيئا بسبب استقرار الناس، ثم بسبب عدم حاجتهم لمثل هذه الطريقة وقد توفرت لديهم سبلا أخرى للحفظ كالثلاجات والمبردات